الحلقه_السادسه
الف_ليله_وليله_مره_اخري
توقفنا في الحلقة الماضية عندما عزمت شهرزاد أن تخاطر بروحها فداءا لأبيها ولبنات المسلمين
فأخبرها أبوها انه يخشي عليها من أن يحصل لها ما حصل مع الحمار_والثور_وصاحب_المزرعه
وهذه أول تعد أولي قصصنا وهي من أدب الحيوان
قال أبوها اعلمي يا بنيتي أنه كان لأحد التجار أموال ومواشي من حمير وبغال وابقار ... وأنعم الله عليه فوق المال بالزوجة والعيال ..وقد أنعم الله عليه فوق ذلك معرفة بعلم الحيوانات فكان عالما بأنواع الطيور والبهائم وأغلب الدواب ورزقه الله معرفة لسان الحيوان وفهم لغتهم فصار يعي ما تقول الدواب
وكان عنده في داره ثور وحمار
ويحكي أن الثور أتي يوماً إلي مكان الحمار فوجده مكنوسا وفي معلفته شعير مغربل وتبن علي نفس الشاكلة
وابصر الحمار فوجده راقدا مستريحا وفي بعض الأوقات يركبه صاحبه لحاجة له فيغيب الحمار وقتا يسيرا ثم يعود الي ما مكان فيه من النعمة فاتفق في بعض الأيام أن التاجر سمع الثور يقول للحمار هنيئاً لك ما انت فيه من النعمة
فأنا تعبان وأنت مستريح تأكل الشعير مغربلا ويخدمك غلامان أصحابك وربما في بعض الأوقات يركبك صاحبك لحاجة فتغيب ساعة أو بعض ساعة ثم تعود الي حالتك تلك
أما أنا فدائما مسخر للحرث والطحن ولا ازوق من الراحة إلا شيئا يسيرا عندما يحن الظلام
فقال له الحمار
إذا خرجت للغيط غدا ووضعوا علي رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك بالسياط فإن قمت فارقد ثانيا فإذا رجعوا بك للحظيره ووضعوا لك الفول فلا تأكله كأنك ضعيف وامتنع من الأكل والشرب يوم أو يومين فإنك تستريح من الجهد والتعب خلال هذه المدة
وكان التاجر يسمع كلامهما
فلما جاء السواق للثور في الغد فعل كما نصحه الحمار وذهب به الي الحرث فوجده ضعيفا فارجعه الي الحظيرة وذهب يخبر التاجر بالأمر فأمره أن يأخذ الحمار مكان الثور ويحرثه لليوم كله
فلما رجع الي الحظيرة آخر النهار شكره الثور نصحه له حيث اراحه من التعب في ذلك اليوم
فلم يرد الحمار عليه وندم أشد الندم فلما جاء اليوم الثاني قام المزارع وأخذ الحمار وحرثه ولم يرجع الحمار إلا وهو مسلوخ الرقبة شديد الضعف فتأمله الثور وشكره ومجده
فقال له الحمار كنت مقيما مستريحا فما ضرني إلا فضولي ثم قال أعلم اني لك ناصح
فيا تري ماذا قال له الحمار وكيف تخلص من هذه الورطه التي اوقع نفسه فيها هذا ما سنراه في الحلقة القادمة
يتبع
انتظرونا الف_ليله_وليله_مره_اخري
#fathalla
