الحلقة_الثامنه
الف_ليله_وليله_مره_اخري
توقفنا في الحلقة السابقة عندما عزم التاجر على أخبار زوجته وأهل قريته بسره وذهابه للوضوء قبل أن يخبرهم وبالفعل ذهب التاجر لدار الدواب حتى يتوضأ
وكان عنده ديك تحته خمسون دجاجة وله كلب كان قد سمع بأمره مع زوجته وعند مروره بهما سمع التاجر الكلب وهو يسب الديك ويقول له كيف تفرح وصاحبنا سيموت بعد قليل
فسأل الديك وكيف ذلك فاخبره الكلب بما كان من أمر صاحبهما فقال له الديك والله إن صاحبنا قليل العقل انا لي خمسون زوجة أرضي هذه واغضب هذه وهو ليس عنده إلا واحدة ولا يعرف صلاح أمره معها فما له لا يأخذ لها بعضا من عيدان التوت ثم يدخل إلى حجرتها ويضربها حتى تموت أو تتوب ولا تعود تسأله عن شئ
فلما سمع صاحبهما كلامهما رجع إلى عقله وعزم على ضربها
ثم قال الوزير لابنته شهرزاد وانا أخاف عليك أن يفعل بك شهريار مثلما فعل التاجر مع زوجته . فقالت وماذا فعل؟ !
قال دخل عليها الحجرة بعدما قطع لها عيدان التوت وخبأها داخل الحجرة وقال لها تعالي داخل الحجرة حتى اقول لك ولا يرانا أحد أو يسمعني ثم اموت بعد ذلك
فدخلت معه ثم أنه اقفل باب الحجرة عليهما ونزل عليها ضربا إلى أن أغمي عليها فقالت له تبت وما عدت أسألك عن شيء
ثم انها قبلت يديه ورجليه وخرجت هي واياه وفرح الجماعة وأهله بسلامته وقعدوا في هناء وسرور
والآن أولا هذا مثال على أنواع القصص القصيرة التي بره فيها العرب ويندرج تحت أدب الحيوان
وفيه تكون القصة دائرة حول بطل واحد أو عدة أبطال من الحيوانات وقد يكون الحيوان مشاركا بدور رئيسي بجانب الإنسان
ومغزى قصتنا في الجزء الأول هو تجنب الفضول والتدخل فيما لا يعنيك وهذا ما نتعلمه من قصة الثور والحمار
وأما قصة التاجر فتعلمنا
انه ليس كل شئ يقال وأنه يجب لبناء حياة زوجية سعيدة أن ننبذ الفضول وان نترك بعضا من المساحة للشخص الآخر
فلما سمعت شهرزاد قول أبيها قالت له لابد من ذلك فجهزها وطلع بها إلى الملك شهريار وكانت قد أوصت أختها الصغيرة وقالت لها إذا توجهت إلى الملك ارسلت اطلبك فإذا جئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني فقولي لي يا اختي حدثينا حديثا غريبا نقطع به السهر وأنا أحدثك حديثا يكون فيه الخلاص إن شاء الله ثم أن أباها الوزير طلع بها إلى الملك فلما رأه فرح وقال أتيت بحاجتي فقال نعم يا مولاي
فلما أراد شهريار أن يدخل عليها بكت فقال لها ماذا اصابك فقالت أيها الملك إن لي اختا صغيرة أريد أن أودعها فارسل الملك إليها فجاءت اليها أختها وعانقتها ثم قامت وجلست في ركنا بعيد عنهما
فقام الملك ودخل بها وفض بكارتها ثم نادت شهرزاد على أختها وجلسوا جميعا يتحدثون فقالت لها أختها الصغيرة بالله عليك يا اختي حدثينا حديثا نقضي به سهرتنا
فقالت حبا وكرما اذا أذن لي هذا الملك المهذب فلما سمع شهريار ذلك الكلام وكان به قلق ففرح بسماع الحديث
يتبع
انتظرونا الف ليلة وليلة مرة اخرى
#fathalla
